أختاه هل تـريدين الجنــة ؟
إذا فلتقفي مع نفسك وقفة صادقة ولتقولي لها:
يا نفس .. يا نفس غامضة أنت
كم حمت حول المعاصي كم من الذنوب اقترفت
جهدت جريا وراء السراب ولكم تعبت
أغمضت الجفون إذ غلبك الكرى
فوخزتك الآمال وعلى الذنوب صحوت
أتقترفين الجرم وتبسمين بعدها؟؟
ويحك أي ضمير أي قلب أوتيت؟؟
جلت بحار الآثام وأنهارها
تنادين الغفار تائبة
باكية متحرقة أتيت
وإذا بك اليوم كما أنت
تدور بك الدوائر ولا جديد
فلا إلى الوراء عدت
ولا إلى الأمام تقدمت
ألومك يا نفس ألومك إذ أنت أتتوسمين من الإله رحمة؟ كيف؟
كيف يا نفس وأنت ما تزالين كما أنت؟
قولي لها
يا نفس كيف أنت منى غدا
وقد رأيت ركاب أهل الجنة يسعى نورهم بين أيديهم
وبأيمانهم
كيف بك يا نفس وقد حيـل بينك وبينهم.
هل سينفـع الندم ؟ هل ستغني الحسـرات؟
أم هل سينفع طلب الرجوع عند الممـات
أختاه اعلمي
أن الله لم يخلقك عبثا ولم يتركك سدي
بل أن الله خلقك لغاية جليلة
ألا وهي عبادته قال الله تعالى:
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
والله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدار للاختبار
فبعد انقضاء الأعمار
الكل سيقف بـين يديه ليس بينه وبين الله حجاب فيسأله عن الصغير والكبير
أختاه اعلمي
أن الموت قادم
فقد قال الله تعالى:
" كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن
النار فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "
أختاه تخيلي
أن ملك المـوت قد أتاك ليقبض روحك
بأي نداء سوف ينادي علي؟
هل سيقول يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان؟
أم ويقول يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب؟
أختاه تذكري
لحظة دخولك القبر عندما يقعدك ملكان ويسألانك:
من ربك ؟ وما دينك ؟ وماذا تقولين في الرجل الذي بعث فيكم؟
ماذا سيكون جوابك
هل ستجيبينهم
أم ستقولين: ها ها لا أدري
أختاه إعلمي
إن عشت في طاعة الله غير متبرجة بزينة فستقولين بلسان الواثق بوعد الله
الله ربي
الإسلام ديني
ومحمد رسول الله
عندها سيفسح لك في قبرك مد البصر
ويفتح لك باب من أبواب الجنة ويأتيك من روحها ونعيمها
أما إن كنت عاصية متبرجة
و جعلت إلهك هواك
وتلعثمتي ولم تجيبي
عندها سيضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك
ويفتح لك باب من النار فيأتيك
من حرها وسمومها
أختاه تذكري
شدائد يوم القيامة
كيف بك إذا رجت الأرض وبست الجبال
وشخصت الأبصار وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسها
وكيف بك إذا تقطعت الأسباب وزفرت النار
فشاب الصغير وصاح الكبير وشيبتاه
وصاح المفرط واخيبتاه
كيف بك إذا أزفت الآزفة وبلغت القلوب الحناجر
وتوالت المحن على العباد
كيف بك إذا نودي باسمك من بين الخلائق للحساب أين فلانة بنت فلان ؟
هلمي إلى العرض على الله عز وجل فوثبتي على قدميك ترتعد
فرائصك وتضطربجوارحك
فيتغير لونك من شدة الفزع والرعب من الوقوف بين يدي الله الواحد القهار
كيف بك وأنت تسألين وتحاسبين
بأي لسان ستجيبينه حين يسألك عن قبيح فعلك وعظيم جرمك
عندما كنت متبرجة
وبأي قدم تقفين بين يديه
و كيف تنظرين إليه وبأي قلب تتحملين
كلامه العظيم الجليل
ومساءلته إياك يوم يقول لك يا أمة الله جسمك لماذا عــريته ؟
ولماذا لم تستريه ؟ لماذا لم تتقي الله فيه ؟ والشباب لماذا فتنتيه؟ أما أجللتني ؟
أما استحييت مني ؟
أختاه
أما خطر ببالك يوما
قول الله سبحانه وتعالى:
" وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَد "
أما تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها "
فيا له من مشهد مهيب تنفطر منه القلوب، فإذا جيء بجهنم زفرت زفرة فلا
يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثي على ركبتيه والكل يقول :
يا رب سلم يا رب سلم
أختاه
إنها النار التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتىابيضت
وألف عام حتى اسودت فهي الآن سوداء مظلمة.
تذكري أن نعيم الدنيا كله لا يساوي غمسة في جهنم،
واعلمي لو أن أهل الأرض جميعا عصوا الله وأطعت أنت فلن تضرك معصيتهم
أختاه
ذنبك، ذنبك إنما هو دمك ولحمك
فإن سلمت من ذنبك سلم لك دمك ولحمك وأن تكن الأخرى فإنما هى نار
لا تطفأ وجسم لا يبلى ونفس لا تموت .
أختاه
أما خفت يوم تشهد عليك الجوارح والأركان
قال تعالى:
" اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا كسبون "
بل ستشهد عليك الأرض التي تمشين عليها متبرجة متعطرة.
أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة أنه قال :
قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية :
" يومئذ تحدث الأرض أخبارها "
قال : " أتدرون ما أخبارها ؟ "
قالوا الله ورسوله أعلم
قال : " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها
أن تقول، عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فهذه أخبارها "
أختاه
إن تطاير الصحف والناس في هذا المشهد صنفين لا ثالث لهما.
صنف يأخذ صحيفته بيمينه فيصرخ بأعلى صوته وهو يجري في ارض
المحشر ويقول :" هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أنى ملاق حسابية فهو
في عيشة راضية في جنة عالية "
فتنادي عليه الملائكة وعلى أمثاله من أهل الجنة وتقول:
" كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية "
وصنف " يأخذ صحيفته بشماله أو من وراء ظهره فيصرخ
بأعلى صوته في حسرة شديدة ويقول :
" يا ليتني لم أوت كتابية ولم أدر ما حسابية يا ليتها كانت القاضية ما أغني
عني مالية هلك عني سلطانية "
فيأمر الله الملائكة ويقول لهم: " خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه "
أختاه
تذكري يوم توضع الموازين
قال تعالى: " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه
فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون "
أختاه
إعلمي أن الناس بعد هذه الأهوال يساقون إلى الصراط وهو جسر ممدود
على متن النار أحد من السيف وأدق من الشعر فمن استقام في هذا العالم على
الصراط المستقيم خف على صراط الآخرة ونجا.
ومن عدل عن الاستقامة في الدنيا تعثر وتردى
فتفكري الآن فيما يحل من الفزع
بفؤادك إذا رأيت الصراط ودقته
ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته
ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع
ضعف حالك واضطراب قلبك وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالأوزار المانعة
فكيف بك إذا وضعت
عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته
والخلائق أمامك يزلون ويتعثرون
وآخرون يخطفون بالخطاطيف وبالكلاليب
و أنت تسمعين العويل والبكاء وتنظرين إلى الذين ينتكسون على رؤوسهم
وآخرينعلى وجوههم
فيا له من منظر فظيع
ما أصعب من منظر وأنت تتلفتين يمينا وشمالا
إلى من حولك من الخلق وتديري فيهم بصرك وهم يتهافتون أمامك
على جهنموالنبي يقول اللهم سلم اللهم سلم .
فتصوري لو زلت قدمك فهل ينفعك ندمك وتحصرك في ذلك الوقت كلا
" يومئذ يتذكر الإنسان وأن له الذكرى "
أختاه
جنة نعيمها مقيم أو نار عذابها أليم، وتذكري قوله تعالى:
" لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة * أصحاب الجنة هم الفائزون "
أختاه أترك لك الاختيار أنت
لا أحد سواك له الحق في ذلك
فهل تريدين الجنة؟؟؟؟؟؟