سلسلة شرح كتاب "ما لا يسع المسلم جهله" المحاضرة الأولى

سلسلة شرح كتاب "ما لا يسع المسلم جهله" للدكتور صلاح الصاوي والدكتور عبدالله المصلح ... حفظهما الله

المحاضرة الأولى


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

ربنا لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم

اللهم ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك انت الكريم

وأشهد أن لا اله الا الله وحده قال وقوله الحق " فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه الذي علم المتعلمين

وأنار الدنيا بالدين من غير معلم بشري ولا تأديب دنيوي إلا ما آتاه الرب العليِّ ....

فصلوات ربي وسلامه عليه من رسول نبيِّ

عليه وعلى آله وصحبه ومن صار على نهجه واتبع هداه فاجعلنا منهم يا ربنا الكريم السخيِّ

ثم أما بعد

حيا الله اخوتي الحضور ومن دعا الى هذا الخير وسعى اليه وهيأ اسبابه

بتوفيق من رب العالمن سبحانه

وأوجه الشكر الخالص والإمتنان الواجب للأخوة القائمين على ادارة هذه الغرفة الطيبة

الميمونة بإذن ربها

لما أكرموني به من دعوة كريمة لأكون بينكم هنا نتدارس كتاب الله وسنة رسوله ...

فتغشانا الرحمة وتتنزل علينا السكينة ويذكرنا الله فيمن عنده

اخوتي الكرام احباب الله ورسوله .... طبتم وطاب مساؤكم من ثلة كرام أخيار

سائرين وسائرات على نهج خير الابرار الأطهار ... محمد ابن عبد الله

ومن والاه من جميع الاقطار والأمصار

حديثي معكم والذي ارتجي به وجه الكبير المتعال سيكون إن شاء الله عن

كتاب لا ارى لمسلم حجة في ألّاَ يهتم به كل إهتمام ويوليه عظيم النظر والإمعان .....

كتاب لا يستغنى أي مسلم عنه ولا يجب ألّا يغفل مبتدئ في طلب العلم عن مدارسته ....

حديثنا عن كتاب { ما لا يسع المسلم جهله } للشيخين الفاضلين العالمين الجليلين

أ.د/ عبدالله المصلح و أ. د صلاح الصاوي حفظهما الله ...

وتظهر اهمية هذا الكتاب من عنوانه { ما لا يسع المسلم جهله }

إذ يتضمن في طياته أمورا لا يصح عمل عامل من أهل القبلة بدون العلم بها

والإلمام بفقهها أصولا وفروعا

فقد اجتهد كل من الاستاذين الجليلين في جمع معظم المسائل الشرعية التي

يجب أن تكون في علم كل مسلم ..

فجزاهما الله عنا وعن المسلمين خيرا وثقل بهذا العمل الجليل موازين اعمالهما يوم اللقاء

اخوتي الكرام ..

فقد صدر المؤلف - وعندما أقول المؤلف ينسحب كلامي على الشيخين مجتمعين

فالكتاب كله منسوب اليهما - قدما للكتاب بمقدمة طيبة بينا فيها سبب

اقدامهما على تأليفه بهذه الكيفية إذ لم يتخصص الكتاب في فرع واحد من فروع الشريعة

فهو كتاب يتناول أمورا فقهية واخرى عقائدية وثالثة في الفرق والنحل وهكذا ....

وقد بينا أن السبب في ذلك انما هو ما تواجهه الأمة الاسلامية وأفرادها

من حملات تغريبية أبعدت الكثيرين –إلا ما رحم ربي – عن الطريق القويم

فهجروا العلم والتعلم وصاروا لا علاقة لهم بدينهم سوى انتسابهم له في بطاقاتهم الشخصية

أما البعض ممن قد تعلم شيئا عن دينه فلا يخلوا ما تعلمه من تشويه مقصود

في الأفكار والإعتقادات حتى وجد بيننا من لا يرى تناقضا بين الإسلام والدعوة

الى الشيوعية أو الدعوة الى تغييب دين الله عن السياسة أو عن الحياة العامة برمتها

فقالوا لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين وقالوا دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر

وقالوا مادخل الحلال والحرام بالتجارة والمعاملات البنكية إنما هي علوم دنيوية

لا علاقة للدين بها وهكذا مما نراه ونسمعه بالفعل في واقعنا البئيس النكد
وترى آخرين يعقدون ولاءهم وبراءهم على نعرات قومية ونعرات قبلية ونعرات حزبية

وما نراه هذه الأيام في بلدنا الغالي مصر منا ببعيد وغابت قضية الولاء والبراء

لله ولرسوله ومن والاه .... فكل هذه الأسباب وأكثر كانت مدعاة لتخريج مثل هذا الكتاب

الذي يعيد للشاب المسلم والفتاة المسلمة تصحيح الاعتقاد والإنقياد ثم العمل بما أمر الله

على هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من صحابة وتابعين

ومن نهج النهج القويم الى يومنا هذا بلا تشويه ولا تبديل ولا تعطيل ....

فتضمن الكتاب على كل ما يلزم أن يعلمه ويتعلمه المسلم من أمور تصحح عقيدته

وتقوم سلوكه وتعينه على تأدية ما أمره الله به على الوجه الصحيح
واليكم جزءا من هذه المقدمة الماتعة للمؤلف :

{ ونستطيع أن نقول على الجملة أن المعترك الفكري والحضاري في واقعنا المعاصر

يشهد عدوانا على ثوابت الإسلام عقيدة وشريعة كما يشهد تطاولا غير مسبوق

على سيادة الشريعة في علاقة الدين بالدولة بل وعلاقة الدين بالحياة الامر الذي

تمس الحاجة معه الى بلورة المعارف الأساسية الضرورية التي لا يسع المسلم جهلها

والتي تمثل فرقانا بينه وبين اهل الضلالة , ولا سيما في الأطار العقائدي وكبريات المسائل

في الحلال والحرام وهو ما يمثل الشرع المحكم والذي يتعين على كل مسلم الإحاطة به

والإستقامة عليه إستيفاءا لما يصح به الإسلام في الدنيا وتتحقق له به النجاة في الآخرة

وتصحيحا لما تفشى في أوساط الأمة من مفاهيم مغلوطة وقطعا للذريعة على

دعاة التغريب الذين يجلبون بخيلهم ورجلهم على ثوابت الإسلام ومرتكذاته في هذه الأيام }

انتهى كلامه في هذا الجزء من المقدمة

اخوتي الكرام وقبل ان نبدأ بمشيئة الله في ابواب الكتاب احب فقط ان اعطيكم نبذه عن مؤلفيه

اولا الدكتور صلاح الصاوي الذي ذكر منذ قليل في المقدمة ما يواجه الأمة من

حملات تغريب وعلى اساس ذلك انبرى لمواجهة ذلك وقطع الطريق على من يدعون

ويروجون اليه هل تعلمون اين يعيش وما هو عمله
إنه يعيش في امريكا قبلة الدعوة الى العلمانية ومحاربة دين الله فنجده ومع ذلك

في أول الصفوف التي تحارب العلمانية وتنافح عن الإسلام فلم تتغير عقيدته

ولم يتغير فكره كما تغير فكر الكثيرين اليوم ونراهم يتلونون بكل لون

"يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا

على ما أسروا في أنفسهم نادمين"

ويعمل الدكتور صلاح الصاوي كأمين عام لمجمع فقهاء الشريعة بأمريكا

أما الدكتور عبد الله المصلح حفظه الله

فهو الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

اخوتي لا اريد الأطالة عليكم في أول لقاء لي بكم فإلى هذا القدر نكتفي

على أن نبدأ الاسبوع المقبل إن قدر الله لنا البقاء واللقاء بأول ابواب الكتاب

واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين