الحمد لله علي أن لا معبود بحق سواه مالك الملك والملكوت وعالم بما تخفي الصدور،
والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده الصادق الامين المبعوث رحمة للعالمين
؛أما بعد
أُذكر نفسي وإياكم أن الله لا يقبل العبادة من العبد إلا بتوافر شرطين :-
الشرط الاول: :- الإخلاص فيها للمعبود ؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا الخالص
لوجهه سبحانه
قال تعالي " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " [البينة : 5]،
وقال تعالي" أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ"{الزمر:3}
الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا
الموافق لهدي الرسول صلي الله عليه وسلم ،
،قال تعالي:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانتَهُوا" [الحشر 7]
،وقال تعالي :
"فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا
مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"{النساء :65}وقوله صلي الله عليه وسلم
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} ، (أي مردودعليه)
فلا عبرة بالعمل ما لم يكن خالصا لله صوابا على سنة رسول الله، قال فضيل بن
عياض رحمه الله تعالي
"ليبلوكم أيكم أحسن عملا"{هود:7،الملك :2}: " أخلصه وأصوبه "، قيل: يا أبا
علي، وما أخلصه وأصوبه ؟ قال: " إن
العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم
يقبل حتى يكون خالصا صوابا، والخالص ما كان لله، والصواب ما كان على السنة"
ومن الآيات الجامعة لهذين الشرطين قوله تعالي في آخر سورة الكهف"قُلْ إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا
صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"{الكهف:110}.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ؛اهدني لما أختُلف فيه من الحق بإذنك
إنك تهدي من تشاء إلي صراط مستقيم .
والحمد لله رب العالمين.
من كتاب أصول الايمان في ضوء السنة
الفصل الثاني توحيد الالوهية
المبحث الثاني :وجوب إفراد الله بالعبادة
المطلب الاول:معني العبادة والاصول التي تبني عليها