الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمي
احمده سبحانه حمد العارف بفضله الراغب فيما عنده المستعين بقوته الراجي رحمته
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اصطفى من الناس صفوته وارسل الينا في شخص نبيه رحمته
وامرنا بالسير على نهجه واتباع سنته
صلى الله عليه بلغ في كل خٌلق جميل ذروته
وعلى اله الطيبين الذين هم خاصته وعطرته
وعلى صحبه المنتجبين الذين اختصهم الله فنالو صحبته
وسلم تسليما كثيرا
وبعد؛
احبتي في الله ...
التقي بكم بعد غيبة اسأل الله ان لا تتكرر ثانية
واليوم نكمل ما وفقنا الله ببدئه عسا الله ان يتم علينا نعمته بإتمامه
اليوم لقاؤنا حول ما اورده المصنف في كتابه في ذكر ما يتعلق باتخاذ النبي للرقيق
فإليكم ما اورده المصنف ثم نستعين الله في بيانه
قال المؤلف
"واتخذ الرقيق من الإِماء والعبيد، وكان مواليه وعتقاؤه من العبيد أكثر من الإِماء. وقد روى الترمذي في
((جامعه)) من حديث أبي أمامة وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أيما امْرىءٍ أَعْتَقَ
امرءَاً مسلِماَ، كَانَ فِكَاكَه مِنَ النَّار، كلُّ عضوِ مِنهُ عضواً مِنهُ، وَأَيّمَا امْرىءٍ مسلِم أَعتَقَ امْرَأَتين
مسْلِمَتَين، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنَ النَّارِ، يجَزِىءُ كل عضوين مِنهُمَا عُضواً منِهُ)) هذا حديث صحيح.
وهذا يدل على أن عتق العبد أفضل، وأن عتق العبد يَعْدِل عتق أمتين، فكان أكثر عتقائه صلى
الله عليه وسلم من العبيد، وهذا أحد المواضع الخمسة التي تكون فيها الأنثى على النصف من الذكر،
والثاني: العقيقة، فإنه عن الأنثى شاة، وعن الذكر شاتان عند الجمهور، وفيه عدة أحاديث صحاح
وحسان. والثالث: الشهادة، فإن شهادة امرأتين بشهادة رجل. والرابع: الميراث والخامس: الدية."
هذا هو الجزء الذي سيكون حوله للقاء الليلة بحول الله
وعنوان لقائنا هو
((هل ظلم الاسلام المرأة )) او بلفظ آخر((( هل ظلم الله المرأة )))
فقولهم " الإسلام ظلم المرأة " هو اتهام مباشر لله عز وجل صاحب هذا الدين , وهذا التشريع , وهذا
ما لا يجوز أبدا أن يتهم العبد به ربه , وينتقض دينه !
لذلك اقول...
إن الله هو العدل .... عدل بين جنس الذكور وجنس الإناث، فقد جعل الله ما في الأرض منقسماً إلى
قسمين: ماديات ومعنويات، وجعل البشر جنسين: الذكور والإناث، وخص الإناث بأشرف ما في الأرض
من الماديات وهما الذهب والحرير، وخص الذكور بأشرف ما في الأرض من المعنويات وهما الإمامة
والقوامة، فحصل التعاضد والتوازن وكان ذلك عدلاً وإنصافاً للجنسين
إن الاعتقاد السائد بأن للذَّكر مثل حظ الأنثيين من الميراث في الإسلام اعتقاد غير صحيح، وأن
الحالات التي يكون فيها نصيب الذكر ضعف حظ الأنثيين من الميراث هي استثناء من القاعدة وهي
محصورة في نطاق ضيّق في ميراث الولد مع أخته والأخ مع أخته وميراث أحد الزوجين عند موت الآخر،
ولكنه ليس قاعدة شاملة في الدين
وأما عن منح الرجل القوامة فلذلك سببان، التعيين الإلهي ،والله يخلق ما يشاء ويختار ما يريد، ولما
يبذله الرجل من المال والتكاليف كالنفقة والصداق التي لا تجب إلا على الزوج، والله لم يكلّف الزوجة ولا
أهلها شيئاً في النكاح، وإذا عرف السبب بطل العجب، والأخ والأخت مثلاً إذا ورثا مع أخيهما فإنه يدِي
عنها (أي يدفع الدية) ولا تدِي عنه، ويجب عليه نفقتها إذا لم يكن لها عائل
غيره وإن كان لها مال فهو محفوظ
فمن ينظر الى ديننا بشموله نظرة المنصف يعلم ان دين الاسلام هو الدين الوحيد الذي ساوى بين
جميع اطيافه من ذكور واناث ومن احرار وعبيد ومن بيض وسود ومن عرب وعجم
فسبحان من هذا دينه وتلك شريعته
فالقاعدة الاساسية التي يحكم بها الله عز وجل على التفاضل بين البشر هي قول الله عز وجل
(ان اكرمكم عند الله اتقاكم)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم
( الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على اسود إلا بالتقوى...)
فتعالوا اثبت لكم ذلك وما تحتاجون لإثبات الا فقط لتكون لديكم الحجة على من يدعي غير ذلك
اولا :فقد ساوى الله (جل جلاله ) بين الرجل والمرأة في أصل الخلقة
فأخبر سبحانه بوحدة الأصل الإنساني الذي خلق منه الرجال والنساء
في أكثر من موضع من القرآن الكريم
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) [النساء :1]
( وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ) [الأنعام :98]
ووضح مهمة المرأة للحياة الزوجية و هي السكن و العاطفة و الراحة
( هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) [الأعراف :189]
كما ساوى ربنا بينهما في أصل العبودية له وحده والتكاليف الشرعية
ولم يفضل جنسًا على آخر، بل جعل مقياس التفضيل التقوى والصلاح والإصلاح
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات :13]
وساوى الله بين الرجال والنساء في أصل التكاليف الشرعية ، والثواب والعقاب على فعلها وتركها
( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [غافر :40]
( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ) [آل عمران :195]
( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [النساء :124]
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [النحل :97] .
ساوى الله تعالى بينهما في أصل الحقوق والواجبات
( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [البقرة :228]
( لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ) [النساء :7]
كل هذه الادلة القرآنية هي دليل دامغ وبرهان ساطع على ان الله عز وجل ا
نما ساوى بين الرجل والمراة فيما تجب المساواة فيه وذلك لحكمته وعدله
فلو قال قائل فلم لم يساوي بينهما في مسألة الولاية العامة مثلا
اقول ينافي هذا العدل فهل من العدل ان اكلف صبي ضعيف بحمل ثقيل لا يقدر عليه
او هل يكون هذا من الحكمة ؟؟
فلما لم يعط الله للطفل هذه المقدرة ما جاز لنا ان نحمله القيام بها
فكذلك المراة لم يعطها الله تلك المقدرة فكيف تكون الحكمة في تكليفها بها ؟؟؟؟؟
وعلى النقيض ايضا هل من الحكمة ان نجمل رجلا رعاية اطفال رضع ؟؟؟
فلما كان الرجل غير مهيأ لذلك انتفت الحكمة في تحميله اياه
وَحَرَّم سبحانه وتعالى ما كان يفعله العرب قبل الإسلام من كراهية أن يرزقه الله بالأنثى، حيث
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ
أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [النحل : 58 ، 59]
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ...
الحمد لله الذي هذا كلامه وتلك مشيئته وهذه شريعته
وصلِّ اللهم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين
وآخر دعانا ان الحمد لله رب العالمين