النبي مع ازواجه ((مواقف مضيئة من حياته الزوجية صلى الله عليه وسلم ))
الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد ان رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم
كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة...ومحبة لائقة.
الحمد للّه ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين
ولا إِلهَ إلا اللّه إِله الأوّلين والآخرين، وقيُّوم السماواتِ والأرضين
ومالكُ يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
ارسل الينا صفيه من خلقه وانزل عليه كتابا مهيمنا على جميع الكتب قبله
وقوم به المعوج واقام الحجة على خلقه
واشهد ان محمدا عبده ورسوله
قال فيه ربه ((وإنك لعلى خلق عظيم )))
وقال هو عن نفسه ((إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ))
صلى الله عليه من نبي كريم
وعلى آله الطيبين الاطهار
وعلى صحبه المنتجبين الاخيار
وسلم تسليما كثيرا
وبعد
اخوتي في الله
بدأنا فصلا بعنوان ((هديه صلى الله عليه وسلم في نكاحه ...
وهو باب كبير يطيب لي ان اتناوله بشئ من الاستفاضة لما له عظيم الاهمية
وما لنا اليه من عظيم حاجة
فقلنا ان نبينا بالرغم من انه جمع من النساء تسعا الا انه ما اشعر احداهن أنه يشاركها فيه احد
وذلك لكونه صلى الله عليه وسلم علم ان الله اكرمه بتلك المرأة التي هي زوجته
فهي في الشدائد رفيقته
وهي في الملمات عضده وسنده
وهي في الفرح نديمته
وهي في الحزن شريكته
هي الاقرب عندما يمرض فتداويه
وهي الاحن عندما يحزن فتواسيه
وهي اليد الحانية والقلب الكبير الذي يحتويه كلما ادلهمت به مصائب الدنيا ونكباتها
فسبحان من امتن علينا بنعمة الزواج
(( ومن آياته ان جعل لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ....))
فيا ايها الرجل هي من نفسك قد جعلها الله
اي ان كانت نفسك طيبة فستكون كذلك طيبة
فلتكن انت عليا ليجعلها الله لك فاطمة
اخوتي هي مقدمة كان لابد منها وما اعددت لها ورب الكعبة الا ان الكلام ذو شجون
ولندخل في موضوع درسنا
النبي مع ازواجه ((مواقف مضيئة من حياته الزوجية صلى الله عليه وسلم ))
هذا هو زعيم الامة : هذا هو رأس الدولة
هذا هو رسول رب العالمين
حامل هموم الدعوة والمسئول عن تبليغها للناس كافة
بل للثقلين الانس والجان
لم يحتج بالهموم والمشاغل كما نحتج نحن بها اليوم
لا يمنعه ذلك من ان يكون رقيق القلب مع زوجاته
الذي يظهر لزوجته ما يعلم انه يفرحها
بل كان الرقيق الشفيق
فيظهر لها مثلا انه يعلم وقت غضبها ووقت رضاها عليه
فكما ورد في الصحيحين عن ام المؤمنين عائشة
انه صلى الله عليه وسلم قال لها يوما
أنى لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عنى غضبى..
أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد.. وإذا كنت عني غضبى قلت: لا ورب إبراهيم؟؟ رواه مسلم
فانظروا الى هذا القلب الكبير الشفيق الرقيق
الذي يسعد زوجته بكلمات تظهر مدى اهتمامه بها وحبه لها
فيا ليتنا نقتدي به ... فهي كلمات لن تأخذ منك وقتا ولا جهدا سيكون لها اعظم الاثر
ثم هذا هو تتجلى رحمته بنسائه في اعلى صورها
رحمة تنم عن حلم وحكمة
هذه امنا عائشة تفعل ما إن فعلته احدى نساء عصرنا لاعتبرناه جريمة قتل لكرامة الرجل
ولكنه النبي الحليم الحكيم يمتصها برحمة
في الحديث تقول أم سلمة: أتيت بطعام في صحفة لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه، فقال: من الذي جاء بالطعام؟
فقالوا أم سلمة، فجاءت عائشة بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فقالوا أم سلمة
فجاءت عائشة بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة
فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال:
كلوا، يعنى أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة
فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمه لعائشة
من منا يتحمل ذلك نحن معشر الرجال
من منا يقدر حب زوجته وغيرتها عليه في وقت مثل هذا؟؟؟
الا اننا مأمورون بالتأسي به
ومجاهدة حظ النفس لنصل الى مثل هذه الصفات الحميدة
ولن تعدم الامة اهل الخير والفضل ابدا
وما ارسل الله نبيه الا انموذجا ليتأسى به من بعده
وهذا موقف ثالث يبين مدى رحمته بأهله وحسن معاشرته لهن
فهذه ام المؤمنين عائشة تقص عليه ما كان بينها وبين بعض النسوة في حديث طويل
قل منا من ينصت لزوجته كل هذا الوقت ليستمع الى ما نقول عنه الان نحن الرجال (( حديث فسحة اوكلام فارغ ))
ففي الحديث المشهور (( حديث ام زرع ))
قصت امنا عائشة عليه م كان بينها وبين النساء فما كان منه ان قاطعها وصرخ في وجهها
لا تصدعي رأسي بحديث فارغ فأنا مهموم بالدعوة او بالدولة
بل انصت بحب وتابع الحديث بشغف ولم يكتفي بالسماع
بل اردف قائلا كلمات هي اجمل وارق ما يكون في معناها
قال: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع" أي أنا لك كأبي زرع"
في الوفاء والمحبة
فقالت عائشة بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع!!
والحديث بطوله في البخاري لمن اراد ان يقرأه وسارسل اليكم رابطا يمكنكم ان تقرأوه من خلاله
ان شاء الله
هذا هو الرابط
http://www.islamprophet.ws/ref/345 وما كان ذلكم الرجل الحنون القوي الحكيم الخلوق بكل ما تصفه كلمات الرجولة
لم يكن ليأنف ان يسحين امرهم ان يتحللوا من عمرتهم فما اجابه احد
فاليكم الحديث كما في الصحيح تشير زوجاته في ادق الامور
هذا هو القائد والحاكم والنبي المرسل والملهم الموحى اليه يستشير زوجاته في امور الدنيا ؟؟؟ يا الله
فها هو يوم الحديبية
يدخل على ام المؤمنين ام سلمة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس ! انحروا وأحلوا فو الله ما قام أحد من الناس
ثم قالها الثالثة فما قام أحد من الناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة
فقال : يا أم سلمة ! أما ترين إلى الناس آمرهم بالأمر لا يفعلونه
فقالت : يا رسول الله ! لا تلمهم ، فإن الناس قد دخلهم أمر عظيم مما رأوك حملت على نفسك في الصلح
فاخرج يا رسول الله ! لا تكلم أحدا من الناس حتى يأتي هديك فتنحر وتحل
فإن الناس إذا رأوك فعلت ذلك فعلوا كالذي فعلت
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها فلم يكلم أحدا حتى أتى هديه ، فنحر وحلق
فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل قاموا فنحر من كان معه هدي
وحلق بعض وقصر بعض ..... الى اخر الحديث
رايتم مثله رجلاً ؟؟؟
صلوات ربي وسلامه عليه
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ايضا مع نسائه
ان يناديهن بكنية او اسم (يدلعها ) مما يظهر لها حبه وقربها من قلبه
فكان ينادي عائشة رضي الله عنها بيا ((عائش )) تارة ويا ((حميراء ))تارة اخرى
كما في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان (( كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ[عائشة]
" يا عائش، يا عائش هذا جبريل
يقرئك السلام". متفق عليه. وكان يقول لعائشة أيضا: يا حميراء، والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء.))
وكان صلى الله عليه وسلم يتفنن في اظهار حبه لزوجاته بكل سبيل... رحمة ومودة وعطفا
طيب اليكم الحديث الذي لو قرأتموه ستقوموا بثورة على ازواجكن
تقول عائشة رضي الله عنها : كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ،
وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم
والعَرْق: العظم عليه بقية من اللحم وأتعرق أي آخذ عنه
اللحم بأسناني ونحن ما نسميه بالـ"قرمشة".
انا كما اذكر بهذا فاذكرنساء اليوم ايضا بشئ هام: كانت احداهن فرشا وغطاءا له
في خدمته لا تتوانى
تتفانى في حبه والعطاء بلا حد
لا تحوجه ليقسم عليها
لا تكثر عليه في الطلب
والجزاء من جنس العمل
فكن انتن كصاحبات محمد لتجدو من ازواجكن ما كان يفعله محمد
وكما قيل قديما إن كنت تريدها فاطمة فكن انت علياوكذلك اقولها لكن
قبل ان تطالب بحقك يجب ان تكون انت حريصا على بذل حقوق الاخرين
هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
ونفعنا واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم
ورزقنا واياكم العمل بالكتاب والسنة وما فيهما من الايات والحكمة
هذا وحديثنا لم ينتهي في ذلك الباب فلنا فيه وقفات اخرى ان شاء الله