الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده حبيب الحق سيد الخلق وعلى اله وصحبه
ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
اضاء به الكون بعد ظلمته وهدى به الخلق فاتبعوا دينه وملته وفتح به اعين عميا واذانا صما وقلوبا غلفا
فالحمد لله اولا واخرا ، الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بالاسلام نعمة
الحمد لله على ان ارسل لنا خير خلقه وصفوة عبيده وخاتم انبيائه صاحب الحوض المورود والمقام المحمود
صلوات ربي وتسليماته عليه واله ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
وبعد؛
احبتي في الله انتهينا -وما وفينا- الحديث عن نسبه صلى الله عليه وسلم وننتقل بفضل الله الى ما تلاه من فصول الكتاب كما
قسمها المصنف رحمه الله
فصل في مبعثه صلى الله عليه وسلم بعث صلوات الله وسلامه عليه على رأس الاربعين سنة من عمره وكذلك يبعث الانبياء
ويقول المؤلف عن ما نسب الى نبي الله عيسى ان عمره حين رفع الى السماء اربعة وثلاثين سنة انه لم ياتي به دليل صحيح
وهذا هو الاظهر والله اعلم
واول ما بدأ به الوحي هو الرؤية الصالحة
تاتي كفلق الصبح لنبينا صلى الله عليه وسلم وكانت مدتها ستة اشهر
وفي الحديث ان الرؤيا الصادقة جزء من ست واربعين جزء من النبوة
فكان عمر الرسالة ثلاث وعشرون سنة ومدة الرؤية الصادقة ستة اشهر فبالحساب يتبين انها فعلا جزء من ست واربعين جزء من نبوته صلى الله عليه وسلم
ثم اكرمه الله تعالى بالنبوة وكان ذلك على ارجح الاقوال في ربيع الاول لا كما يظن البعض انه كان في رمضان
وكان اول ما انزل اليه منها قوله تعالي " اقرا باسم ربك الذي خلق " كما في الرواية المشهورة عنه صلى الله عليه وسلم
واختلف البعض في اي القرآن انزل اولا ......أهي تلك الاية ام قوله تعالي " يا ايها المدثر "
ورجح المصنف القول الاول ودلل على ذلك بادلة
وهـي كالتالي
*الدليل الا ول : قوله صلى الله عليه وسلم : ((مَا أَنَا بِقَارِىء)) صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئاً.
*والدليل الثاني : ان الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإِنذار، فإنه إذا قرأ في نفسه، أنذر بما قرأه
فأمره بالقراءة أولاً، ثم بالإِنذار بما قرأه ثانياً.
*والدليل الثالث : أن حديث جابر، وقوله: أول ما أنزل من القرآن {يَا أيها المُدَّثر} [المدثر: 1] قول جابر، وعائشة أخبرت عن خبره
صلى الله عليه وسلم عن نفسه بذلك ، ولم يكن الاخبار عن ان اول ما انزل هو تلك الاية
وانما عن حاله وهو مدثر بلحافه فرقا مما رأى
والدليل الارابع :أن حديث جابر الذي احتج به صريح في أنه قد تقدم نزول الملَك عليه أولاً قبل نزول {يَأيُّهَا المُدَّثَر} [المدثر: 1] فإنه
قال: ((فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء، فرجعت إلى أهلي فقلت: زملوني دثروني، فأنزل اللّه: {يَأَيُّهَا المُدَّثَرُ}
وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه {اقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] فدل حديث جابر على تأخر نزول {يَا أَيُّهَا المُدثِّرُ} والحجة في روايته، لا في رأيه، وعلى ذلك فأول ما انزل عليه صلى الله عليه وسلم من القرآن
هو قوله تعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق" وليس قوله " يا أيها المدثر "
فصل في مراتب الدعوةولها مراتب وهي كالتالي
اولا : النبوة
ثانيا : انذار عشيرته الاقربين " وانذر عشيرتك الاقربين "
ثالثا : انذار قومه خاصة
ثالثا : انذار قوم ما اتاهم من نذير من قبله صلى الله عليه وسلم وهم العرب قاطبة
رابعا : انذار كل من بلغته الدعوة من الانس والجن الى اخر الزمان
فكل نبي ارسل الى قومه خاصة
ورسولنا ارسل الى الثقلين عامة
فهو خاتم الرسل وكتابه هو المهيمن على جميع الكتب
فما بلغ احد رسالته الا قامت عليه الحجة فإما ان يسلم لله رب العالمين وإما ان يكون من اصحاب السعير وبئس المصير
اعاذنا الله واياكم منها
اللهم اننا امنا بك وبرسولك وبكتابك فحرم اجسامنا على النار برحمتك
* ثم انتقلت الدعوة من مرحلة السرية الى الجهرية بانزال الله على نبيه قوله تعالى " اصدع بما تؤمر واعرض ع الجاهلين "
فصدع من وقته صلى الله عليه وسلم بما امر ولم يعلم بعدها معنى الراحة ولم يركن الى الدعة بل عاني اشد ما يعاني احدا
ولاقى في سبيل تبليغ دعوته مالم يلاقيه قبله نبي ولا رسول
فصلوات ربي وسلامه عليه وأله بأبي هو وامي وروحي
اشهد انه أدى الامانة وبلغ الرسالة ونصح للامه فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده تى اتاه اليقين
هذا والله تعالى اعلى واعلم واعز واكرم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين